فضلُ الأضحية عظيمٌ عند الله، وهي سنة مؤكدة قال بوجوبها بعض أهل العلم والفقه. وهذا الحُكم عامٌ في كل من أراد أن يضحي، رجلاً كان، أو امرأةً، دون التفرقة بين الجنسين.

ما يعني أنّ المرأة والرجل في الأضحية سواء، فإن قدرت المرأة عليها فهي واجبة في حقها أو سنة حسب اختلاف الفقهاء في الحكم.

شروط المضحي من النساء

ولا تختلف شروط المضحي من النساء عن الشروط التي فرضها الإسلام على الرجل. وهي كالآتي:

• النية: ينبغي على المرأة المضحّية أن تستحضر نية التقرب إلى الله بأضحيتها، أن تُيخرجها طيبةً بها نفسُها.
• البلوغ: ينبغي على المرأة المضحّية أن تكون بالغة عاقلة.
• القدرة المالية: بأن تكون المرأة قادرةً على دفع ثمن الأضحية من حرّ مالها.
• الكفّ عن أخذ الشعر والأظافر مع بداية ذي الحجة: يسنّ للمرأة إذا نوت أن تضحّي أن تكفَّ عن الأخذ من شعرها وأظافرها إذا هلَّ هلال ذي الحجة حتى موعد ذبح أُضحيته. ففي الحديث الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره". رواه مسلم، وفي رواية: "فلا يأخذن شعراً ولا يقلمنَّ ظفراً". أما الحكمة في هذا، فكما قال جمهور العلماء، فهي في ترك أجزاء الجسد جميعها إلى حين ذبح الأضحية حتى تعتق من النار.

هل يجوز للمرأة أن تضحّي عن أهل بيتها؟

تجزئ الأضحية عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها، حيث كان رسول الله ﷺ وصحابته يضحون بالشاة عن أنفسهم، وعن أهل بيوتهم، وكانوا يأكلون منها ويطعمون غيرهم. وهذا الحكم عام للرجل والمرأة على حد سواء.

هل يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها مع أنّ زوجها يضحي؟

يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها ولو كان زوجها سيضحي أيضاً؛ فالأضحية سنة مؤكدة لمن لا تجحف به.

ويجوز للمرأة أن تُشرك في ثواب أضحيتها من شاءت من أقاربها الأحياء والأموات؛ للحديث الذي رواه مسلم، وفيه دعاء رسول الله حين ذبح الأضحية: "اللهم تقبل من محمد وآل محمد". فالمرأة ينطبق عليها شروط الأضحية التي تنطبق على الرجل.

ولم يرد ما يمنع الزوجة من التضحية وفي تضحيتها توسعة على المحتاجين وخاصة إذا ضحّت هي في مكان وزوجها في مكانٍ آخر.

نشره : هيومان أبيل

UK