05.12.2024
مع حلول اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام، تحت شعار "حقوقنا .. مستقبلنا .. فورًا" تتنقّلُ بنا المشاهد بين أمٍّ ثكلى، وأطفالٍ عرفوا اليُتمَ مبكرًا، وعائلاتٍ بلا مأوى، وسجناءٍ بلا جرائم، والملايين يرزحون تحت الدمار والجوع، ويفتقدون أبسط حقوقهم الإنسانية التي تحفظُ عليهم أمنهم وأمانهم وكرامتهم.
يعصفُ العنف والفقرُ والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية بالكثير من بلدانِ العالم، وتُعاني الفئات الأضعف على الأخص من تبعات كل هذه الظروف العصيبة.
وهنا تتزايد أهمية حقوق الإنسان، ونجد أن هناك حاجة ملحّة لتكاتف الجهود من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان وحمايته من كل ما يهدد حقوقه. إذ لا نجاةَ لهذا العالم بلا حِفظٍ لحقوقِ كل البشر.
كيف بدأ الاحتفاء بهذا اليوم؟
لقد عاشت البشرية عبر العصور تجارب مؤلمة، من الحروب والصراعات إلى التمييز والعنصرية. ومنذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أصبح هذا اليوم رمزًا للأمل والتضامن. ويتضمن الإعلان 30 مادة تُحدد وتعرّف الحقوق الأساسية التي ينبغي أن يتمتع بها كل إنسان بغض النظر عن جنسه، أو عرقه، أو دينه، أو لونه، أو أي اختلاف آخر. هذه الحقوق تشمل الحق في الحياة، والحرية، والأمن، وحرية التعبير، والتعليم، وغيرها من الحقوق التي تُعتبر أساسية لكرامة الإنسان
الحياة .. أول الحقوق وأهمها
تبدأ حقوق الإنسان من عند الحق في الحياة، أسمى الحقوق وأهمها. فكل إنسان على هذه الأرض له الحق في أن يعيش بسلام، بلا خوفٍ على حياته وحياة من يُحب. ولكن، مع الأسف، فإن في هذا العالم ملايين ممن يعانون ويلات الحرب، وتدمير الأوطان، وفقدان الأحبة. وآخرون يعانون ألوان القهر والظلم بسبب لون بشرتهم، أو دينهم، أو جنسيتهم. هؤلاء جميعًا يحتاجون إلى أن تمد لهم يد العون، نساندهم، ونعمل معًا لأجل ضمان حقوقهم.
دور المنظمات غير الحكومية في الدفاع عن حقوق الإنسان
في هذا السياق، تلعب المنظمات غير الحكومية دورًا حيويًا في الدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها على الصعيدين المحلي والدولي.
وتتسم هذه المنظمات بالمرونة والقدرة على التفاعل بسرعة مع الأزمات والاحتياجات الملحة، مما يجعلها قوة مؤثرة في معالجة القضايا التي قد تتجاهلها الحكومات أو تواجه صعوبة في التعامل معها
على سبيل المثال، تُعتبر منظمة "هيومان أبيل" نموذجًا حيًا على كيفية إسهام المنظمات غير الحكومية في تحسين حياة الملايين حول العالم من خلال مشاريعها الإنسانية.
وبينما يُعتبرُ المأوى على سبيل المثال حقًا أصيلًا لحفظ الكرامة الإنسانية، فإننا نسعى لحفظ هذا الحق عبر مشاريعنا مثل (بيوت للنازحين في سوريا) و(خيام للنازحين في غزة) مما يساهم في تخفيف وطأة معاناتهم وتوفير الحد الأدنى من الاستقرار لهم.
إلى جانب المأوى، فإنّ حق الغذاء يُشكّل أولوية مُلحّة، خاصةً في المناطق التي ترزحُ تحت وطأة الصراعات أو الكوارث. وفي هذا الصدد، تعملُ "هيومان أبيل" على تأمين طرود غذائية لكلٍّ من غزة والسودان، بالإضافة إلى مشروع خبز اليمن، سعيًا لتوفير الغذاء في عدد من أكثر الأزمات إلحاحًا نحنُ نؤمنُ بدورنا جميعًا في حفظ حقوق الإنسان، لذا فإننا نسعى بكُل ما نملك ونفتُح لداعميها أبوابًا مختلفة للإسهام في تخفيف وطأة الظلم وتحقيق جزء من العدالة الاجتماعية.