20.12.2024
ما هو اليوم العالمي للغة العربية؟
في كل عامٍ، وتحديدًا في 18 ديسمبر/ كانون الأول - يوافق اليوم الذي تم فيه إدراج اللغة العربية كأحدى اللغات الرسمية المستخدمة في الأمم المتحدة عام 1973- نقفُ بالاحتفاءِ والفخرِ أمام أم اللغاتِ وأصلُ الألسنة، اللغة العربية التي حفرت حروفها الثماني وعشرون رمزًا للحضارة عبر العصور. عربيتُنا ليست مجرد لغة؛ بل نبض يعبّرُ عن أرواحنا، وحروف تروي قصص أجدادنا، وإرث يحمل معاني الإنسانية والخلود والحضارة والثقافة، وتحملُ هويتنا بين طياتها ومعانيها وعباراتها شعرًا ونثرًا، ومدحًا وهجاءً، وعلمًا وأدبًا.
فهي:
لغةٌ إذا وقعت على أسماعنا
كانت لنا بردًا على الأكبادِ
ستظلُّ رابطةً تؤلّفُ بيننا
فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضاد
اللغة العربية والإسلام والديانات
اللغة العربية من أقدم اللغات السامية وأكثرها انتشارًا، إذ يتحدثها أكثر من 400 مليون لسان حول العالم. وهي ليست مجرد وسيلة للتواصل بين الناطقين بها، بل تحملُ إرثًا ثقافيًا عظيمًا يُجسد تاريخًا غنيًا بالأدب، والشعر، والفلسفة، والعلوم. وعبر القرون، كانت العربية لغة المعرفة، حيث ترجمت منها وإليها كتب الطب، والفلك، والرياضيات مما ساهم في النهضة العلمية خلال العصور الماضية.
إضافة إلى ذلك، فإنها تحملُ قيمة روحية ودينية، فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"، مما يعطيها قدسيةً عند المسلمين حول العالم. كما أنها لغةُ الصلاة والعبادات، ولا تستقيمُ شعائر الإسلام دونها، ما يعزز مكانتها في قلوب أكثر من مليار مسلم منهم العرب وغير العرب. وهي كذلك لغة شعائر رئيسية في بعض الكنائس المسيحية العربية، كما أنها تمثل جسرًا يربطُ الأجيال بتاريخهم وتراثهم الثقافي، ويربطُ المعتقدات بحبلِ وحدة اللغة والأصل والثقافة.
تحديات اللغة العربية
رغم أن اللغة العربية هي أغنى اللغات وأجملها، فإنها تواجهُ تحدياتٍ كبيرة في العصر الحديث، منها تراجع استخدامها في الحياة اليومية لصالح اللغات الأجنبية، وضعف تدريسها بأساليب مبتكرة، وفقر المحتوى الرقمي باللغة العربية مقارنةً بلغاتٍ أخرى حيث لا يتجاوز المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت باللغة العربية نسبة 3% بحسب التقارير الإحصائية، مما يحدّ من إمكانية انتفاع ملايين الأشخاص به.
الاحتفال باللغة العربية
يمثل اليوم العالمي للغة العربية فرصة ثمينة للاحتفال بجمال وقدر وقيمة هذه اللغة وتعزيز حضورها في حياتنا اليومية. في هذا اليوم، تتسابقُ المؤسسات المضطلعة بالثقافة واللغة في تنظيم الفعاليات التي تسلط الضوء على أهمية اللغة العربية في حياة الفرد والمجتمع. تشمل هذه الفعاليات المعارض الثقافية، وورش العمل التي تركز على الخط العربي، وإلقاء الشعر، والمسابقات الأدبية
كيف تساهم التبرعات في دعم اللغة العربية؟
تُستخدم التبرعات بطرق متنوعة لدعم اللغة العربية، منها:
حماية اللغة العربية
إن حماية اللغة العربية ودعم وجودها وتعزيز مكانتها، مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الأفراد والمؤسسات. تبدأ هذه الجهود من المنزل بتعزيز استخدام العربية في الحياة اليومية، وتمتد من بعدها إلى المدارس التي يقعُ على عاتقها مسؤولية تطوير طرق تدريس اللغة للصغار، مرورًا بالمنظمات الخيرية من خلال دعم بناء المدارس في القرى النائية لتعليم الأطفال لغتهم الأم والعلوم الأخرى ليصبحوا أفرادًا فاعلين. ووصولًا إلى المؤسسات العلمية والتقنية من خلال دعم وتحفيز الابتكار وطرق تعزيز وجود اللغة العربية وانتشارها في المحتوى الإلكتروني الذي يمثّلُ حاضر اليوم ومستقبلُ الغد.