22.10.2024
يحتفل العالم سنويًا باليوم العالمي لشلل الأطفال في 24 أكتوبر/ تشرين الأول؛ إذ يعد هذا اليوم فرصة للتذكير بالجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وهو فيروس معدٍ يمكن أن يتسبب في شلل دائم، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الوفاة. أطلق هذا اليوم بهدف نشر الوعي حول أهمية التطعيم ودعم المبادرات التي تسعى إلى القضاء على الفيروس بشكل نهائي. وقد كان للقاحات الدور الأكبر في تقليل أعداد الإصابات حول العالم، لكن المرض لا يزال يشكل تهديدًا في بعض المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات الصحية مثل ما يحدث في قطاع غزة الآن بعد أكثر من عامٍ على بدء الحرب عليه.
كيف عاد شلل الأطفال إلى غزة؟
تقول المنظمات الإنسانية إن الحرب في قطاع غزة أدت إلى عودة ظهور الفيروس بسبب تعطل برامج التطعيم العادية للأطفال، والأضرار البالغة التي لحقت بأنظمة المياه والصرف الصحي، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن معدلات التطعيم في غزة والضفة الغربية المحتلة كانت مثالية قبل بدء الحرب. وفي عام 2022، كانت تغطية لقاح شلل الأطفال تقدر بـ 99 في المئة لجرعتين من اللقاح، بينما انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 90 في المئة، وفقاً لأحدث البيانات.
وقد اكتُشفت السلالة، المعروفة باسم (فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2)، في شهر يوليو الماضي في 6 عينات من مياه الصرف الصحي جُمعت من خان يونس ودير البلح. ولم تتضح بعد كيفية وصول السلالة إلى غزة، لكن التسلسل الجيني أظهر تشابها مع متحور اكتُشف في مصر، وربما دخل إلى القطاع في سبتمبر الماضي، بحسب منظمة الصحة العالمية.
فيما أدى توقف العديد من المستشفيات في غزة عن العمل، بسبب القصف والهجمات أو بسبب القيود المفروضة على الوقود، إلى انخفاض معدلات التطعيم.
حملة التطعيم في غزة: التحديات والفرص
يعدُّ نقص الموارد الصحية أحد أكبر التحديات في غزة، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية اللازمة للتعامل مع الأزمات الصحية المختلفة، بما في ذلك شلل الأطفال. كما أن تدمير البنية التحتية خلال الحرب المستمرة قد أثر على قدرة النظام الصحي على تقديم خدمات التطعيم بشكل فعال ومستدام.
وكان مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلن في شهر أغسطس الماضي بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة، بعد إعلان الأمم المتحدة موافقة إسرائيل على "هدن إنسانية" للسماح بتطعيم الأطفال يستمر كلّ منها ثلاثة أيام في وسط القطاع وجنوبه وشماله لتنفيذ حملة تلقيح ضد شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل في أنحاء غزة.
وفي الوقت الحالي، هناك 400 ألف شخص محاصرون في شمال مدينة غزة، يواجهون أوامر إخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وقصفا مستمرا في الحرب التي مر عليها أكثر من عام.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن القصف المكثف والنزوح الجماعي وانعدام الوصول في شمال غزة قد أجبر على تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال هناك. ونبهت المنظمة من جهتها إلى أنه من الضروري وقف تفشي شلل الأطفال في أقرب وقت ممكن، قبل أن يصاب المزيد من الأطفال بالشلل وينتشر فيروس شلل الأطفال بشكل أكبر.
دور المجتمع المدني في مكافحة شلل الأطفال
يذكّرنا اليوم العالمي لشلل الأطفال بأن القضاء على هذا الفيروس ممكن، لكنه يتطلب جهودًا منسقة من الحكومات، المنظمات الدولية، والمجتمع المدني.
وعلى الرغم من أن قطاع غزة يواجه العديد من التحديات في مكافحة المرض، إلا أن سكانه يتمتعون بوعي متزايد حول أهمية التطعيم ضد شلل الأطفال رغم كل الظروف الصعبة، فقد أظهرت الحملات الصحية السابقة إمكانية تحقيق تقدم إذا توفرت الموارد والدعم الدولي.
ورغم التحديات الهائلة التي تواجه الحملات الصحية، إلا أن هناك إنجازات تحققت بالفعل بفضل الالتزام والتعاون بين مختلف الجهات، على أمل اكتمال تحققها في جميع أنحاء القطاع.