16.12.2024
شهر شعبان هو أحد الأشهر المباركة في التقويم الإسلامي، والتي خصّها رسولنا المصطفى بالتكريم والتفضيل، فهو يُعدُّ محطةٌ للاستعداد والتهيئة لاستقبالِ رمضان الكريم. وخصّه النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة العبادة والصيام، وأخبرنا أنّ. الأعمال تُرفع فيهِ إلى الله سبحانه وتعالى، مما يجعلهُ فرصةً عظيمة للتوبةِ والطاعة.
فضائل شهر شعبان في السنة النبوية
لقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذا الشهر بالفعلِ والقول. إذ يقولُ أسامة بن زيد رضي الله عنه: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ ما تَصُومُ مِنْ شعبان، فقال: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ” (رواه النسائي). وهذا يدلُّ على أن العبادة في شعبان لها منزلةٌ خاصة؛ لأن الأعمال تُرفع فيه إلى الله عز وجل.
كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهرٍ إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان” (رواه البخاري ومسلم). وقد فسّر بعضُ العلماء كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان بأنه تمرين للنفس وتهيئةٌ لاستقبال رمضان وتأكيدًا على الفضلِ العظيم لشعبان.
أعمال مستحبة في شهر شعبان
كيفية الاستعداد لرمضان من خلال شعبان
شهر شعبان يُعد تدريبًا روحيًا وجسديًا لشهر رمضان. قال ابن رجب رحمه الله: “صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة” (لطائف المعارف). كما يمكن استغلال شعبان في قضاء الصيام لمن عليه أيامٌ من رمضانِ الماضي لم يقضها بعد.
تبرع أونلاين: فرصة لمضاعفة الأجر في شهر شعبان
من الأعمال الصالحة التي يُستحبُّ الإكثار منها في هذا الشهر الكريم الصدقة والإنفاق في سبيلِ الله. قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ} (البقرة: 261). التبرع أونلاين يسهّل الوصول إلى المحتاجين ويساهم في مضاعفة الأجر مع اقتراب رمضان.
غفران الذنوب في ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان ليلة عظيمة يغفر الله فيها للعباد إلا للمشرك والمشاحن. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ” (رواه ابن ماجه
وحسنه الألباني).
تكمُن أهمية شهر شعبان في كونه مقدمةً عظيمة لشهر رمضان، وفرصة لتجديدِ العهد مع الله، وتطهير النفسِ بالعبادة والصيام. فلنحرص على اغتنام هذا الشهر بالطاعات والأعمال الصالحة حتى نستقبل رمضان بقلبٍ سليمٍ مستعد ومُقبل على الطاعات.